الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

منظمة طبيعة العراق تحذر من تفاقم ظاهرة الصيد الجائر للطيور المهاجرة في مناطق الأهوار

السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت منظمة طبيعة العراق، الثلاثاء، وصول أعداد هائلة من الطيور المهاجرة الى مناطق الأهوار، ودعت الحكومة الى بذل جهود للحد من ظاهرة الصيد الجائر للطيور باستخدام مواد سامة، فيما اعتبرت لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة أن القضاء على تلك الظاهرة يتطلب فرض عقوبات رادعة على المخالفين.

وقال مسؤول مكتب المنظمة في الجنوب جاسم الأسدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المنظمة رصدت في الآونة الأخيرة وصول أعداد هائلة من الطيور المهاجرة الى مناطق الأهوار، ومن أنواعها الخضيري والحذاف الشتوي ودجاج الماء الأسود والنحام الوردي"، مبيناً أن "ما يؤسف له كثيراً ويدعو الى القلق استقبال تلك الطيور من قبل الصيادين بنشاط صيد مكثف وواسع استخدموا فيه كافة وسائل الصيد المشروعة وغير المشروعة".

ولفت الأسدي الى أن "المنظمة لاحظت وجود الكثير من الصيادين الذين يستخدمون بحرية تامة مبيدات شديدة السمية في اصطياد الطيور، وخاصة في أهوار الجبايش"، مضيفاً أن "الكثير من الطيور المهاجرة يتم اصطيادها وتباع في أسواق محافظات البصرة وميسان وذي قار دون أدنى رقابة أو متابعة من الجهات الرسمية المختصة".

وحذر الأسدي من أن "أكل الطيور التي يتم اصطيادها باستخدام مواد سامة تترتب عليه مخاطر صحية قد تصل الى حد الإصابة بأمراض سرطانية مميتة"، معتبراً أن "تفاقم ظاهرة الصيد الجائر خلال العام الحالي باستخدام مواد سامة يهدد وجود العديد من أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة التي تواجه أصلاً خطر الإنقراض نتيجة تناقص أعدادها".

وأشار الأسدي الى أن "ما يثير الاستغراب هو أن شرطة حماية البيئة تنشط داخل مراكز المدن فقط، ويكاد ينعدم وجودها في مناطق الأهوار"، مضيفاً أن "القضاء على ظاهرة الصيد الجائر للطيور المهاجرة يتطلب من الحكومة العراقية تطبيق إجراءات تشمل مراقبة الأسواق والأهوار وتفعيل القوانين المتعلقة بحماية البيئة والتنوع الاحيائي، ومنها قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، وقانون حماية الحيوانات البرية رقم 17 لسنة 2010".

من جانبه، قال رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة ربيع منصور في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القضاء على ظاهرة الصيد الجائر يتطلب فرض عقوبات رادعة على الصيادين المخالفين، ولذلك فإن مجلس المحافظة يسعى لتشريع قانون محلي لمكافحة هذه الظاهرة، فضلاً عن تفعيل القوانين البيئية الإتحادية النافذة"، مبيناً أن "مجلس المحافظة قدم تسهيلات الى مديرية حماية وتحسين البيئة لإنشاء أول محطة علمية في البصرة لرصد تحركات الطيور المهاجرة في الأهوار، وهناك مشكلة
عشائرية أخرت تنفيذ المشروع في ناحية الهارثة، والمشكلة في طريقها الى الحل".


يذكر أن مناطق الأهوار في العراق تغطي مساحات شاسعة من محافظات البصرة وميسان وذي قار تقدر بنحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى مثل الروبيان (الجمبري(، إضافة الى أنواع مختلفة من النباتات أهمها القصب والبردى، ونتيجة لاعتدال مناخها تقصدها مئات آلاف الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء، ومع بداية فصل الصيف تعود تلك الطيور الى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندنافية وكازاخستان وروسياً والصين ضمن هجرات كبرى تمتد أحياناً عبر القارات.

وكانت أسراب الطيور المهاجرة حتى أواخر السبعينات تحجب الشمس مع بداية كل فصل شتاء لدى تحليقها نهاراً فوق أطراف المدينة قبل أن تحط في مناطق الأهوار، وبعض أنواع تلك الطيور مهددة عالمياً بالإنقراض، مثل الوزة الغراء والزقزاق الإجتماعي، فيما تستوطن الأهوار بشكل دائم أنواع أخرى من الطيور النادرة، ومنها غراب البحر الأقزم ومالك الحزين العظيم، ويواجه التنوع الأحيائي في الأهوار تحديات خطيرة ناجمة عن التغيرات المناخية، والصيد الجائر باستخدام السموم، وتمدد رقعة المشاريع النفطية في ظل تقلص المساحات المغمورة بالمياه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق